بيان حقيقة منشور على الإنترنت
بيان حقيقة منشور على الإنترنت
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد اطلعت على كلام الشيخ صالح بن سعد السحيمي (في شرحه لنواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -، الموسوم بـ إتحاف الكرام البررة في شرح نواقض الإسلام العشرة) المفرغ والمنشور على شبكات الإنترنت، ونصه: \" لا تحملوا كلامي ما لا يحتمل، فإنه قد لاقينا - ولاقى طلبة العلم، بل وعلماؤنا - من الأكاذيب ومن التشويش، ومن التحامل ما لا يمكن تصوره؛ بل ما حدث قبل أيام قليلة أن أحدالأفاكين في المدينة نسب إلي ونشره بين الناس في الرياض: أنني قلت: إن البابا، بابا الفاتكان قد دخل الجنة؟ فأسألكم بالله أن تدعوا عليه معي على هذه الفرية؛ لأنني أعرف أنه قالها وهو يعلم أنه كاذب في مقولته، وهو أحد زعماء الحدادية في هذه الأزمنة \"؟!!.
وهو يُلحِن إليّ وهو في تقديري من أعرف الناس إن لم يكن أعرفهم بي، ولكن قد أعماه الهوى والحقد وأصمياه فأخذ يردد ما
يعلم بطلانه من إلصاق عصابة ربيع المدخلي لقب الحدادية بكل من يريدون تشويهه والتحذير منه بالزور والبهتان، ومع ذلك فهو يسير في ركابهم ويخبط كخبطهم.
والإفك على الحقيقة هو ما قاله؛ لأنه افتراء علي وبَهْت لي، ولعله ممن رووا له، أو وشوا له، أو ذهول منه، أو سبق لسان؛ لأنه لم يحدث، ولا يمكن أن يقال هذا عن أمثال البابا، بل بعيد جداً، بل ومن المستحيل، ولا يدور في خلد مؤمن عاقل الحكم لأحد بدخول الجنة بعد انقطاع الوحي لو كان مسلماً، فكيف وهو كافر طاغوت وقد هلك على كفره وثبت في الشريعة أنه في النار؟؛ فكيف يقول: \"قالها وهو يعلم أنه كاذب في مقولته\"؟!!، ولم يذكر الكلام الذي قوله – بزعمه -، وهو اعتراف منه أنه قد قال كلاماً، وهو خلاف ما قاله، بل ما قاله هو الكذب، وأي تشويش أو أكاذيب وتحامل يدعيها علينا؟!!.
وإنما الواقع والذي حدث فعلاً: أنه قيل لي عنه أنه توقف في أمر البابا-عند هلاكه- ولم يحكم له بالنار، وهذه هي الحقيقة ليس كما ادعى، ولست أنا الذي نسبت ذلك إليه، وإنما اتصل بي آنذاك أحدهم –هاتفياً- غير مرة، وسألني عن الحكم في البابا فقلت: هو في النار؛ لأنه كافر وطاغوت من الطواغيت، وقد هلك على ذلك،والله – تعالى - يقول في الكفار إذا ماتوا على كفرهم ] وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ*لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ[، وآيات
كثيرة في كون الكفار إذا ماتوا في النار، ومن ذلك ما ورد في شأن آل فرعون.
وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمثاله بالنار، وذلك فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار»، وقال صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه:«حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار», والنصوص في ذلك من الكتاب والسنة وأقوال السلف واضحة جلية في كون الكافر إذا مات على كفره يحكم عليه بالخلود في النار.
فقال لي السائل-وكأنه في حيرة بعدما سمع جوابي- لقد سألت الشيخ صالح بن سعد السحيمي فتوقف في الحكم عليه، وأحال إلى المفتي والعلماء، فاستغربت ذلك، ولم أسلم به؛ لا لأنه لا يحال إلى المفتي والعلماء، وإنما مثله من الكفار لا يتوقف فيه مثل الشيخ؛ لوضوح حكمه في الكتاب والسنة، وللتثبت والتبين اتصلت بالشيخ صالح نفسه - هاتفياً - وذكرت له كلام السائل فلم ينفه أو ينكره؛ فتيقنت أن ذلك قد حصل منه، وهو ما يشير إليه قوله: \"لا تحملوا كلامي ما لا يحتمل\" أنه صدر منه كلام.
وأما قوله:\" فنشر هذا في المدينة والرياض\", فلا حقيقة له –أيضاً-، وأي مصلحة في نشره؟! وقد أُنسيته إلى أن اطلعت على تفريغ كلامه، وهو الذي حملني على البيان؛ لتعرف الأشياء على حقيقتها،
لا كما زعم ولبس وتجنى علي بعباراته الحاقدة الاستعدائية الثأرية!!.
وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه: فالح بن نافع الحربي
طباعة |
أرسل إلى صديق
|