تاريخ الإضافة: 2004/09/21
تاريخ الرد: 2011/08/09
السائل: سليمان الحربي
البلد: السعودية-المدينة المنورة


عنوان السؤال: مجموعة أسئلة حول علي حسن الحلبي
نص السؤال: هذه أسئلة وجهت إلى فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي – حفظه الله - حول ما نشر في شبكة سحاب من رد علي حسن الحلبي على فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله – .

• فأجاب عليها وإليكم إجاباته:


نص الجواب:

س1: فضيلة الشيخ – حفظكم الله - هل رأيت ما نشر في سحاب من رد علي حسن على الشيخ الفوزان ؟

 

جـ1:رأيته.وكنت قد رأيت من قبل نفي الشيخ الفوزان لما نسبه الحلبي إليه.

 

س2:ما رأيك فيه؟

 

جـ2: هذا باطل ويكفي طالب العلم أن الشيخ الفوزان رده.أما أن يلزم العلماء بما ينقله الناس عنهم وإن تبرؤا منه وإن خالف ما هم عليه وما يقررونه فهذا أمر باطل. كثير من الناس بل ومن بعض طلبة العلم يسمع الكلام خطأً إما لأنه شارد الذهن أو لأمر آخر وبعضهم يسمعه ولا يحسن فهمه وبعضهم يفهمه ولا يحسن نقله فإذا ذهبنا نلزم العلماء بما ينقله عنهم الناس وإن تبرؤا منه فهذا أمر باطل يعني إذا قال لنا طالب علم مثلاً قال الشيخ عبد العزيز بن باز ونحن نعلم أن هذا يخالف ما يقرره من العلم فهل يصدق هذا ونحن نعلم أن الشيخ يقرر خلافه فكيف إذا قال الشيخ لم أقله ولا أتذكر أنني قلته.

وهذا لا ينطبق عليه حدث ونسي لأن هذا فيه نسبة ما يخالف تقريرات الشيخ إليه فلا ينسب باطل إلى عالم ويلزم به بهذه الحجة.

لو كان الأمر ليس فيه مخالفة لما يقرره وليس فيه باطل يمكن أن يقال هذا.

 

س3: يا شيخ يقول الحلبي: القضيّة الثّانية: وَهِيَ ما إذا كانَ عَدَمُ تَكْفِيرِ (أَهْلِ السُّنَّةِ!) -هؤلاء- لِتارِكِ (عَمَلِ الجَوارِح مَبْنِيًّا عَلى انتِفاءِ كَوْنِ هَذا )العَمَل مِن حَقِيقَةِ الإِيمَان: فَهَذا -هَكذا- بَاطِلٌ آخَرُ، وَأَهْلُ السُّنَّةِ المَحْضَةِ بُرآءُ مِنْه.

 

وَأَمَّا إِذا كانَ عَدَمُ التَّكْفِيرِ -هَذا- مَبْنِيًّا -عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ الحَقَّةِ- عَلى اعتِبارِ هَذا (العَمَل مِن حَقِيقَة الإِيمَان -كَحالِ مَن لَم يُكَفِّر بِتَرْكِ الصِّيام، أَوِ الحَجّ-مَثلاً- وَهُما عِنْدَهُ مِن حَقِيقَةِ الإِيمان-: فَهذا هُوَ قَوْلُهُم الحَقُّ -رحمهم اللَّه-؛ عَلى اخْتِلافٍ سُنِّيٍّ بَيْنَهُم فِي الحُكْمِ عَلى)تارِكِ الصَّلاة -كَما هُوَ مَشْهُورٌ-.

فما جوابكم؟

جـ3:العمل عند أهل السنة والجماعة من حقيقة الإيمان ولكن منه ما هو من كماله الواجب ومنه ما هو من كماله المستحب وواجب العمل منه مالا يزول الإيمان بزواله ومنه ما يزول بزواله.

 من أهل السنة من يرى أنه أركان الإسلام الأربعة -بعد الشهادتين- ومنهم من يرى أنه الصلاة والزكاة ومنهم من يرى أنه الصلاة فقط.

 واختلاف أهل السنة في ذلك معروف، والحق الذي عليه الأدلة أن تارك الصلاة يكفر، بل قد نقل إجماع الصحابة على ذلك .

لكن هنا أمر جد مهم فأهل السنة وإن اختلفوا في بعض آحاد العمل هل يكفر تاركه أو لا يكفر نحو الصلاة مثلاً فهم مجمعون على أن تارك العمل بالكلية يكفر حتى الذين يقولون من أهل السنة إن تارك الصلاة لا يكفر يقولون إن من ترك العمل نهائيا يكفر، الشافعي ممن لا يكفر بترك الصلاة ويرى أن تارك العمل نهائيا يكفر وينقل الإجماع على ذلك.

 فهنا مسألتان: الأولى: تارك آحاد العمل كالصلاة مثلاً .

والثانية: تارك جنس العمل أي العمل بالكلية. فالأولى موطن خلاف بين أهل السنة والثانية موطن إجماع . والقوم محنتهم في الثانية والحلبي يريد أن يوهم أن المسألتين مسألة واحدة وهذا غير صحيح فليس من أهل السنة من لم يكفر تارك العمل بالكلية، بل كلهم يكفرّون بذلك وليس للشيخ الألباني-رحمه الله- ومقلديه أمثال علي حسن وربيع ومن معهما سلف من أهل السنة والجماعة في ذلك.

والشيخ الألباني-رحمه الله- عالم فاضل يختلف عن مقلديه ولكنه أخطأ وإذا أخطأ العالم لا يتابع على خطئه.

 فلا يأتي علي حسن ويقول إن الذين لا يكفرون تارك العمل من أهل السنة يعدون العمل من حقيقة الإيمان فهؤلاء ليس لهم وجود أصلاً حتى يقول هذا الكلام، ولكنه يريد أن يوهم القراء أن لهم سلفاً في ذلك والأمر ليس كذلك فليتفطن طلبة العلم لهذا التلبيس الخطير.

 

س4:ما رأيك في نقل هذا الكلام ونشره؟

 

جـ4:أما طلبة العلم فلا يجوز لهم أن ينشروا مثل هذه التهويشات على العلماء التي يراد بها إسقاط العلماء وإحلال أناس آخرين محلهم.

شبكة سحاب تعلمون أنها شبكة لهؤلاء القوم تنشر هذه العقيدة، بل تستميت في نشرها وقد نشرت مقالاً بعنوان:نصيحة للسلفيين حول منزلة العمل من الإيمان يقرر أن الإيمان يصح بدون عمل وفيه نسبة هذا الباطل للأئمة وبتر للنصوص.

ومقالاً بعنوان: ((كلمة حق حول جنس العمل)) لربيع وهو المشرف على الشبكة بل هي رهن إشارته.

وأنا أقول لا يجوز أن تنقل مثل هذه التهويشات.

 

س5:يا شيخ صدر كتاب سحاب المقال بـقولهم:مناقشة علمية بين شيخنا علي الحلبي حفظه الله وشيخنا الفوزان؟

 

جـ5: هذا مكر لأنهم يريدون أن يرسخوا في أذهان الشباب مشيخة هؤلاء القوم وأنهم ند للعلماء وبهذا يستطيعون تمرير الباطل فإذا رد العلماء عليهم قالوا هؤلاء علماء مثلهم.

للأسف هناك من يروج مثل هذه الفكرة بل هناك من ينصب علماء للناس مجهولين. فيقول لأهل اليمن عليكم بالشيخ فلان ولأهل الجزائر عليكم بالشيخ فلان وعلماء السعودية ليسوا فارغين لكم يريد بهذا أن يصرف الشباب عن العلماء ويربطهم بأتباعه حتى لا يسمع إلا قولهم.

وللأسف صار كثير من شبابنا مرتبط فكرياً بهؤلاء القوم بسبب الترويج لهم وبسبب ما يسمعه من تنقص لكبار العلماء وللجنة الدائمة.

بل هناك من يقول للشباب عليكم بالتأصيل أصلوا يا شباب وكأن الشباب ليس لهم علماء وكأن عقيدة أهل السنة والجماعة لم تؤصل. إنهم يربون الشباب على التعالم والهجوم على النصوص بلا فقه ولا علم.

بحجة اتباع الكتاب والسنة وبحجة أنهم لا يقلدون أحداً. حتى وصل الأمر بهم إلى ما وصل إليه اليوم وحتى تركوا إجماعات أهل السنة بمثل هذه الحجة التي هي حق أريد به باطل.

وإذا لم يدرك العلماء هذا الخطر ويسارعوا في علاجه فسيأتي يوم لا يستطيعون الاستدراك والعلاج .

وأنا أقترح أن يدرس حال طلبة العلم في هذه البلاد ومن وجد أنه يروج للشباب مثل هذه الفكرة أعني ربط الشباب السعودي بمن هم خارج البلاد أن يؤخذ على يديه.

 

س6: علي حسن يقول النفي لا يدل على عدم حصول هذا الأمر ويجزم بأن الشيخ قد نسي ويلمز الشيخ بعبارات سيئة؟

 

جـ6:لا يستغرب على القوم مثل هذا؛ لأن العلماء يقطعون عليهم الطريق فهم العدول الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ودائماً ((والجاهلون لأهل العلم أعداء)).

وعلى كل حال من يخالفك في المعتقد هو خصم لك لا محالة، ولا يستكثر منه شي.

أما كون الشيخ ينسى أنه قال ذلك بل وينسى أنه اجتمع به قوم من البلد الفلاني وسألوه عن المسائل المذكورة فهذا أمر بعيد ولو حصل هذا لا أظن أن الشيخ ينساه. ثم لماذا يستميت علي حسن وأتباعه في إثبات مثل ذلك؟

 لأنه يخدم ما يقررونه وأنا لا أستبعد أنهم يكذبون على الشيخ لأنني رأيتهم يبترون نصوص أهل العلم بل ينسبون إليهم ما لم يقولوا. وهذا كله موجود في مؤلفاتهم ومقالاتهم.

والأمر لا شك أنه مضحك حقاً حينما يدور بين أن يصدق أمثال الشيخ صالح الفوزان بعلمه وفضله ورسوخ عقيدته أو يكذب وتقبل عليه مثل دعوى الحلبي الفارغة ومما أذكره أنه إبّان قضية الخليج الثانية عندما أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بالاستعانة وأن الأمر ضرورة وأصدر مع هيئة كبار العلماء وهو رئيسهم بياناً في ذلك وكتب هو بحثاً في ذلك معللاً مدللاً وأعلنه وكان ضد أغراض بعض الناس أصحاب التوجهات أخذ بعضهم يشيع أن الشيخ قد أسر إليه لأن الحق معه ومع أهل توجهه فيما خالفوا فيه ولكن الشيخ يراعي ما يراعيه من مصالح وو...إلخ.

وبلّغ أحدهم الشيخ عن ذلك الشخص قال له الشيخ:إما أنك تكذب وإما أنه هو يكذب، فرجع إلى صاحبه وأخبره بذلك فأقسم أيمانا أنه سمعه من الشيخ وكنا عند الشيخ بمدينة الطائف فسألناه عن ذلك في حضور من مشايخ وطلبة علم فقال: كذب علي.

فيا ترى ما جواب العقلاء إن مثل القوم ما قاله من قال:

أثبّت باطلي فيكونُ حقاً  *****   وحقاً غيرَ ذي شُبهٍ لويتُ

فقل بقولك أو ببعضه يا حلبي فلن ينسب أحد بعد اليوم شيئاً مما ادعيته إلى فضيلة الشيخ العلامة الفوزان –حفظه الله- ولن يلتفت إليك ولا إلى تهويشاتك وتشويشاتك:

زعمَ الفرزدقُ أنْ سيقتلْ مربعاً  ******     أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مربعُ

 

س7: يا شيخ هناك من المشايخ من يدافع عن هؤلاء؟ بل لما سئل عن رد علي حسن على اللجنة الدائمة قال: إنه رد عليهم رداً قوياً وإن اللجنة لم ترد عليه مما يوهم أنه خصم اللجنة وألجمها وهذا الشيخ عبيد.

 والشيخ ربيع لما سئل عن كتاب رفع اللائمة في الرد على علي حسن ومن معه، قال: الشباب يقولون عليه ملاحظات. ومثل هذا الكلام يروج لهؤلاء ويزعزع ثقة الطلاب بأهل العلم فلماذا لا ينصح لهم العلماء مع أنهم إذا سألوا عن هؤلاء أثنوا عليهم ويمدحونهم.؟

 

جـ7:أنا نصحت لبعضهم وبسبب نصحي لهم ومخالفتي لهم ألبوا عليّ بل  إن ربيعاً جعلني حدادياً وجعلني أشابه الرافضة من ثلاثة عشر وجهاً وهذا كله مدون وموجود باسمه. بل إنه يقول إنني على طريقة يهودية ماسونية رافضية إنا لله وإنا إليه راجعون.

أما كون الشيخ ربيع يؤيدهم ويلمز من رد عليهم بأسلوب سياسي ماكر فهذا ليس غريباً لأنه على عقيدتهم بل في الحقيقة هو الموجه لهم جميعاً.

ولا يحق لهؤلاء أن يجرئوا العوام وأشباههم على أهل العلم أن ينظروا في كلامهم فيأخذوا ما يوافقهم ويطّرحوا مالا يوافقهم وإن كان ذلك بدعوى أنه لا يسلم أحد من الخطأ وأن العلماء ليس بمعصومين فلا شك أن فتح هذا الباب على أهل العلم يورث التطاول عليهم واغترار الجهال بفهمهم وبهذا الهلاك والفساد الكبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: \\\" إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا\\\".

 

س8:علي حسن يريد أن يحاكم الشيخ الفوزان بشهادة هؤلاء القوم؟

 

جـ8:أولاً:أما أن يحاكم العلماء إلى نقل الناس عنهم ويقال هؤلاء شهود عليه فهذا من أغرب الأمور أن يتحول من أمرهم الله بأن يسألوا أهل الذكر وينتهوا إلى ما يفتون به فتنقلب الأمور ويكون هؤلاء قضاة على العلماء .

أقول العالم المعروف بالتقوى والعلم إذا نفى أن يكون أفتى بما نسب إليه وجب قبول قوله؛ لأن العلماء ينبغي أن يكونوا محل ثقة عند أهل الإسلام.

ثانياً: الظاهر أن هؤلاء القوم على عقيدة تخالف ما يقرره الشيخ في هذه المسائل وإذا كان الأمر كذلك فهم بمثابة الخصوم ودائماً أهل البدع ينسبون لأهل السنة أقوالاً هم برآء منها ويقولون فلان قال كذا وكذا ...وكم نسبوا لشيخ الإسلام ابن تيمية من الأقوال وكم نسبوا لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وغيرهم من الأئمة أقوالاً لا يقولون بها.

ثالثاً: يعلم علي حسن أن الشيخ يقرر خلاف هذا فلماذا يسارع بنشره أليس ذلك مما يشكك في صدقه وأمانته.

رابعاً: هناك مؤلفات قيمة جداً لفضيلة الشيخ صالح لماذا لم يعتن بها الحلبي ويعلق عليها ويبرزها لماذا خص هذه الأسئلة بهذه العناية؟!!. القوم إنما ينطلقون من عقيدة كل ما يخدم هذه العقيدة يتعلقون به ويبرزونه وينشرونه وبالتالي فهم ليسوا مأمونين.

 

س9:حاول علي حسن أن يلزم الشيخ الفوزان بالتناقض في مسألة تكفير من وقع في الشرك الأكبر فما جوابكم؟

 

جـ9:هذه طريقة القوم لا يحملون مجملاً على مفصل، ولا مطلقاً على مقيد، ولا متشابهاً على محكم؛ وهذا من طرق أهل البدع كما تعلمون. ولذلك وقعوا في مشاكل خطيرة فالنصوص يرد متشابهها إلى محكمها ومجملها إلى مفصلها ومطلقها إلى مقيدها،وكذلك كلام أهل العلم، كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل العلم، ومسألة التكفير مسألة خطيرة، لا يحق لأحد أن يحكم فيها إلا على ضوء الشرع فيجب أن يرجع فيها إلى أهل العلم وينظر إلى تفصيلهم فيها.

وهؤلاء القوم لا يرجعون إلى أهل العلم، ولا ينظرون في فهمهم وكلامهم ومورد كلامهم ونوع المسألة التي يتحدثون عنها والأشخاص الذين يتكلمون عنهم وعن أحوالهم وأين يعيش هؤلاء الأشخاص ولذلك وقعوا في التخبط.

 

س10: علي حسن يحاول أن يحمل الناس على فهمه لكلام العلامة الشيخ الألباني في قضية الإيمان.؟

 

جـ10:كلام الشيخ الألباني موجود في كتبه والعلماء لا يحتاجون إلى من يدلهم عليه ويفهمهم مراده به لا علي حسن ولا غيره.

ثم هؤلاء إذا كانوا يقولون إن الشيخ الألباني يوافق أهل السنة في مسألة منزلة العمل من الإيمان ما بالهم يخالفون فيها؟

بل ما بالهم يرمون من خالفهم فيها وهم أهل السنة جميعاً بموافقة التكفيريين؟

بل لماذا وصل الأمر ببعضهم إلى أن يقول عمن خالفه في هذه المسالة وغيرها من مسائل قد أخطأوا هم فيها ورد عليهم إنه على طريقة يهودية ماسونية وإنه شابه الرافضة من ثلاثة عشر وجهاً.

 القوم يكنون حقداً لمن خالفهم ولا يتنبأ بما يؤول إليه أمرهم.

 

س11: بماذا تنصح الشباب؟

 

جـ11: أنصحهم بالالتفاف حول علمائهم في هذه البلاد وألا يغتروا بالمتعالمين الذين يحاولون التصدر والحيلولة بين الشباب وعلمائهم ولا ينخدعوا بهم وإن قالوا عليكم بالكتاب والسنة وإن طنطنوا حول فهم السلف وإن دندنوا حول محاربة التقليد فهم في الحقيقة يربون الشباب على الهجوم على النصوص بلا فقه ولا علم ويربونهم على التعالم ويربونهم على اطراح أقوال أهل العلم وفهم السلف ولا أدل على ذلك من مخالفتهم لإجماع أهل السنة والجماعة كلهم في مسألة منزلة العمل من الإيمان واتباع أهوائهم ويتبعهم الشباب الذين يقلدونهم ويلتفون حولهم في ذلك.

 أما التقليد فهم في حقيقة الأمر من غلاة المقلدة ومن غلاة المربين على التقليد والتبعية العمياء فهم يربون الشباب على تقليدهم وينهونهم عن تقليد العلماء بل إنهم يتابعون شبابهم ومن خالفهم في أمرٍ أو مسالة من المسائل وبّخوه وهجروه وإذا خولف الواحد منهم في مسألة غضب غضباً عظيما ورمى مخالفه بأبشع الأوصاف فأي تقليد أسوأ من هذا التقليد ينهى عن تقليد العلماء في الحق والصواب الموافق للأدلة والذي قال فيه القرطبي في تفسيره للآية رقم (170) البقرة (2/ 210)، وهي قوله تعالى وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا.. \\\"... أما التقليد في الحق فأصل من أصول الدين، وعصمة من عصم المسلمين يلجأ إليها الجاهل المقصر عن درك النظر\\\".

بل الله سبحانه وتعالى يقول:\\\"فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون\\\".

فسؤال أهل الذكر هو اتباع في الحقيقة وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة نسأل الله أن يلزمنا منهجهم وطريقهم، ويثبتنا عليه حتى الممات.