تاريخ الإضافة: 2004/09/29
تاريخ الرد: 2011/08/09
السائل:
البلد:


عنوان السؤال: الفرق بين المقاطعة الواقعة من الأفراد والواقعة من الإمام
نص السؤال: هَلْ هُنِالِكَ فَرْقٌ بَيْنَ المُقَاطَعَةِ وَوُقُوْعِهَا مِنَ الأَفْرَادِ أَوْ وُقُوُعِهَا مِنَ الإِمَام ِ؟

نص الجواب:

نَعَمْ ؛ هُنَاكَ فَرْقٌ كَبِيْرٌ ، فَوُقُوعُهَا مِنَ الأَفْرَادِ اقْتِيَاتٌ عَلى الإِمَامِ ، وَسَطْوٌ عَلَى حَقِهِ ، فَصُدُورِ المُقَاطَعَةِ مِنْ الإِمَام ِلاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ النَّظَرِ إِلَى المَصَالِح ِوَالمَفَاسِد ِ، وَجَعَلَ الأُمُورَ ! ، وَحِيْنَمَا يَصْدُرُ الأَمْرَ عَنْهُ يَكُوْنُ الأَمْرُ أَوْقَع ، وَإِنْ كَانَ المَقْصُودُ بِِِهِ إِيْقَافِ إِعْتِدَاء تِلْكَ الدّوْلَةِ عِنْدَ حَدِّهَم فَغَيْرُ الأَفْرَادِ وَغَيَرُ الَمجْمُوْعَةِ ، لَاشَكَّ فِيِ أنه وَإِذَّا وَقَعَتْ خَِسَارَاتٍ وَإِذَّا وَقَعَتْ أُمُوْرٌ مَادِيَة - أَيْضَا - فَلابُّد مِنْ إِذْنِ الدَّوْلَةِ فِيْهَا ، وَهَذَا لِوَلِيْ الأَمْرِ فَهُوَ الذِّيَ يُقِّلبَ الأُمُوْرِ ، وَيَتَحَمَلْ وَيَكُونُ هُنَالِكَ ضَمَانَاتٍ وَعُرُوْضٍ وَبَدَائِلٍ -أَيْضَاً- يَكُوْنُ هُنَاكَ بَدَائِل إِذَّا كَانَ يَحْتَاج ُهَذَا الذِّيْ يَسْتَوْرِدُهُ مِنْ تِلْكَ الدُّوَلِ لاَ يَسْتَغْنِي ، فَهُوَ يَنْظُرُ فِيْ الَبدَائِلِ وَفِي جِهَاتٍ أُخْرَى ، المُهِمُ إِنَ كَوْنَ المُقَاطَعَةَ مِنْ السُّلْطَان لاتَضُرُ حَيْثُ أَنَّهُ يَكُونُ هُوَ وَالشَّعْبُ سَوَاسِيَة ، وَيَكُونَ هُنَالِكَ مَعْرِفَةٌ بٍِِكُلِّ الأَحْوَالِ وَمِنْ كُلِّ النَّوَاحِيَ وَمُعَالَجَةٍ لِلأَوْضَاع ِ،(1)


وَهَذَاَ لاَيَتَأَتَى للِفَرْدِ ، وَلاَ يَتَأَتَي للِمَجْمُوْعَةِ ، ثُمَّ هَذَا الفَرْدُ لاَ يَعْرِفُ سِيَاسَاتِ العَالِمُ والدُّوَلِ :


ولِلحُرُوبِ رِجَالٌ يُعْرَفُونَ بِهَا * * * وَ لِلدَّوَاوِيْنِ كُتَّابٌ و حُسّابٌ





فَإِنْ قَامَ خَطِيْبٌ يخطُبُ على المنبر ويقول : \\\\\\\\\\\\\\\" يا ناس ! أيُّها النّاسُ ! الجهاد ُ الجهاد ! \\\\\\\\\\\\\\\" ،
يُرِيدُ أن يُجاهِد في فلسطين ، ويجاهد في كذا ... ، فَهَذَا العُقَلاءُ يَضْحَكُون عَلى هَذا الخَطِيْبِ ، وَهُوَ مَابِيَدِهِ مَنَ الأَمْرِ ! .
فَأَنْ يُجَاهِد الفَرْدِ أَوْ تُجَاهِدُ الجَماعَةِ ومَالَها مِنْ رَايَة !؟ فَلابُّد مِنْ مَعْرِفَةِ القُوَةِ الِّتي تَمْلِكُهَا ، وَالإِعْدَادَ الذِّي أَعْدَدتْهُ ، وَمَعْرِفَةِ قُوَةِ العَدُّوِ الِّذي سَيُحَارِبهُ ، لَكِْن هَذَا الخَطِيْب لَوْ أَنَّهُ قَالَ للِنَّاسِ : \\\\\\\\\\\\\\\" يَا نَاس ! الجِّهَادُ أَحْكَامهُ كذا ..وَهُو بَاقٍ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَلاَيُبْطلِه عِزُّ عَزِيْزٍ وَلاَذُلُّ ذَلِيْلٍ ، وَِظَوابِطُهُ كَذَا ... ، وَأَحْكَامُهُ الِّذي تسَتْتبِِِِعُهُ إِذَّا قَامَ الجهَاد كَذَا ..وَفِي زَمنٍ قَدْ يَكُونُ الجِهَادِ فَرْضاً وفي زمن قد تُؤزرُ الأمة بالجهاد ، وفي زَمَنٍ قَدْ يَحْرُمُ مُباَشرةُ الِجهَاد لأَنَّ لاَ نَصْرَ للإِسْلامْ وِلاَعِزَّ للمُسلِمِيْن ، كَمَا يُوحي الله ُ-سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - في أَخَرِ الزَّمانِ الى عِيْسَى - عليه الصلاة والسلام - وَمَعَهُ خِيْرَةُ الُمجَاهِدِيْن وَهُوَ نَبِيٌّ يُوحَى إِليْهِ ، عِنْدَما يُبْعِثُ يَأْجُوْجَ وَمَأْجُوْج َ، فيُوحِي الى عيسى فيَقوُل لَه ُ: \\\\\\\\\\\\\\\" حرّز أو حصن عِبَادي فِي الطُورِ ، قَدْ بُعِثْتُ عَلَيْكُم عباداً لاقِبلَ لكم بهم \\\\\\\\\\\\\\\" فهو يُحرِّمُ عليه ، وفي قوله - سبحانهُ وتعالى - فِي أَخَرِ سُورَةِ الأَنفَالِ عَنْ الأَعْرابِ الذِّين لَمْ يُهاجروا : { .. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاق } [الأنفال- 72 ] ؛ فنَهَى أَلاَّ يُقاتَلوا فَهُم مَمنُوعُون أَلاَّ يُقَاتلواْ ، كَمَا فِي هَذِهِ القَضِيَةِ ، فَنَحْنُ مَمنُوعُونَ أَنْ نَتَصَرَفَ فِيْمَا هُوَ حَقٌ السُّلطَان ، وَإِنَّمَا نُعِيْدُهُ إِلَيْهِ ، وَهَذَّا إِذَّا وَقَفْنَا عِنْدَ حَدِّنَا ، وَكَمَا أَمْرِ رَبُّنا فقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } [ المائدة - 1 [ ؛ و قالَ : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا } [ النحل - 91 [
هُنَالِكَ أُنَاسٌ يقفون عند قوله : { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ }
فقط ! .
أين بقية الآية !؟ أين الإستثناء !؟ { إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ميثاق }
فَحِيْنَئذٍ فَإِمَّا أَنْ تَنْقُضُواْ المَواثِيق ! { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }- [الأنفال- 58 [وحَيْنئِذٍ يَسُوغُ لَكَ الجِهَاد ، وإِلاَّ فَمَا سَاغَ لَأحَدٍَ .
إِذَّاً هُنالِكَ ضَوَابِط ٌ ، وَإِسْلامُنا لاَ فَوْضَةَ فِيهِ ، فَيَنبَغِي لَناَ أَنْ نَعْرِفَ الأُمُورَ ، وأَنْ نُمَيِّزَ بَيْنها :



وَمَاْ انْتِفَاعُ أَخِ الدُّنْيَا بِنَاظِرِهِ ** إِذِّا مَاْ اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأَنوَارُ والظُلمُ





وَأَنْ نُفّرِّقَ بَيْنَ كَلامِ الفَرْدِ وبَيْنَ كَلامِ السُّلْطَان ، وبَيْنَ مَا تَتَخِذُهُ الدَّوْلَةُ مِنْ قَرَارٍ .
آلفَرْدُ يَنْظُرُ كَمَا يَنْظُرِ السُّلْطَانُ !؟ وَكَما تنْظُرُ الأُمةُ مَعَ السُّلطان ، وكما يَسْتَشِرُ السُّلطَان وحِيْنها يَعْزمُ – ويَتَوَكَلُ على اللهِ - و يُصْدِرُ القَرَارُ ، أَوَ قَدْ لايُصْدِر القَرَار يُحْجَم لأَنّهُ يَعْرِفُ المَصَالِحَ والَمفَاسِدَ ، فَهَذَا لَيْسَ لَكُمُ ! { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ المائدة - 33 ] من الذِّي يُوْقِعْ العُقُوْبَات فِي هَذِهِ الآيَة لايُمْكَنُ أَنْ تَجْتَمِعَ بلْ يُوْقِعُ السُّلْطَانُ مَا يَرَاهُ رَادِعَاً ،(2)(وَمَايَرَاهُ نَافِعَاً ما يَرَاهُ مُحَقِقّاً للمَقْصُودِ وَللمَطْلُوبِ ، مُحَقِقّاً للمَصْلَحةِ وَدَافِعَاً للمَضَرَةِ وَالمَفْسَدَةِ ، إِذَّاً لابُدَّ أَنْ نَعْرِفَ! َهَلْ دِيْنُنَا هَكذَا نَفْهَمَهُ دِيْنُ فَوْضَةٍ !؟
سُبْحَانَ اللهِ ! هَلْ تَحْيَّا أُمَةٌ عَلَى هَذِهِ الفَوْضَة؟ ! أَبّداً ؛ واللهِ مَاْتَحْيَّا أُمَةٌ عَلى هَذُهِ الفَوْضَة.
والذِّي قُلْناهُ نَعَم ! هُوَ التَضامُن ، وَأَنْ يُنْكِرُونَ ، بَلْ لَوْ قِيْل : حتَّى لَوْ أُقِيمَ حتَّى جَهَادٌ فَدِمَائُنَا فِدَاءُ دِيْنِنَا ونَبِيْنا – صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم – بِأُبي هُوَ وَأُمِي – نَفْدِيهِ بأَبَائِنا وَأًمَهَاتِناونَفْدِيْهِ بِكُلِّ شَيءٍ ، لكِنّ المُهِمَ أَنْ نَكُوْنَ فِيْ مَرْضَاتِ اللهِ ، وَأَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا هُوَ الَمَوْقِفُ الصّحِيْح ،وَأَمَّا أَنْ تَكُوْنَ عَواطِفٌ ، وأَهْدَافٌ وأَشْيَاءٌ تَنْفَتِحُ لِأُناسٍ أَصْحِابُ أَهْوَاءٍ ، وَأَصْحَابُ سِيَاسَاتٍ وَأَصْحَابُ تَوَجُهَاتٍ يُرِيْدُونَ أَنْ يَصِلُّواْ !!!! وَإِذَّا مَا وَصَلُّواْ إِلى مَايُرِيْدُون ؛يَقُولُونَ مَايَشَآؤُنَ وَيُثِيْرُونَ ، ويُقَاطِعُونَ ،وَليَخْسَرِ العَالَم ، ولْتُدَّمَرُ الدُّنيا ، مَا عَلَيْنا نَحْنُ !؟! عَلَيْنا نَحْنُ أَنْ نَسْتَغِلْ هَذِهِ العَاطِفَة ويَقُوُلونَ :\\\\\\\\\\\\\\\" نَحْنُ نبِيُنَّا كَذا ..و..و.!\\\\\\\\\\\\\\\"
أَنتُم تَقْرَؤُنَ فِي القُرْآءنِ مَاْقَالُوا فِي رَسُولِ اللهِ !وَهَذا كَلامٌ قَدِيْمٌ ، ومَاقَالُواْ عَن اللهِ!عَنِ اللهِ!!!وَعَنْ رَسُوْلِ الله - صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم - اقَرَأُواْ كِتَابَ اللهِ ! هَلْ قَاطَعَ رَسُوْلً اللهِ- صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم - وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ نَقُلْ بِأَنَّ المُقَاطَعَةَ حَرَامٌ بِإِطْلاقٍ ،وَنَقُوُلُ :وَنَحْنُ لانُرِيْدُ نَحْنُ لاَبُّد أَنْ نَتْرُكَ الأُمُورَ لِأئمَتْنا ، ونَتَقِ اللهَ ولانَكُونُ أَخَذْنَا بِلاَ ضَرَرَ وَ لا ضِرَار، ولانَكُون تَجَنَبْنا الظُلمَ ، بَلْ ظَلَمْنا ظُلْماً عَظِيْمَاً ،وَ الغَرِيْبُ أَن هَؤُلاءِ – رُبَما – تَكُوْنُ كَثِيْرٌ مِنَ التِجَارَات لهُم ، وبَعْضُهَم لهَم شَرِكَاتٍ ، ولَكِنْ لِجَهْلِهَم - مَعَ الأَسَفِ- يُهْلِكُوْنَ أَنْفُسَهُم ،وَيُضِرُّونَ أَنْفُسَهُم ،مَعَ أَنَّهُ - كَمَا قُلْنَا- فَإِنَّهُ مُقَرَّرٌ فِي الشَّرِيْعةِ

\\\\\\\\\\\\\\\" لَا ضَرَرَ وَ لا ضِرَار\\\\\\\\\\\\\\\" وَهُوَ حَدِيْثٌ لِرَسُوْلِ - صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم – فَكَيْفَ نُحَقِّقُ ُهَذِهِ القَاعِدَة!؟ لا نُحَقِّقها إِلاَّ بِفِقْهها، وبالدِّيَانَةِ والخَوفِ مِنَ اللهِ، والذِّيْن يَقِفُوْن عِنْدَ النُصُوْصِ ، وعِنْدِ الأَدِلَةِ وَعِنْدَ حُدُوْدِ الشَّرْعِ ،وَلاتَأْخُذُّهم فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم ٍ،ولا تَكُوْنُ القَضِيَةُ قَضِيَةُ عَواطِفٍ ، ولا لأَنَّ فُلاناً أَثَارَنَا ،ولأَنَّ عِلاناً أَفْتَانا !،وفُلانَاً قَالَ : كذا ... و .. ،
بَلْ يَقِفُ عِنْدَ مَسْؤُليَتِهِ ،إِذَّا كَانَ قَاضِياً فَلْيَقْضِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَإِنْ كَانَ إِمَاماً فَمسْؤُلِيَتهُ الإِمامةَ ، وَيُبيِّن للنَّاسِ كِتَابَ اللهِ وسُنَّةِ نَبِيِهِ - صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم – إِنْ كَانَ خَطِيْبَاً ،وَهكَذّا عَلى كُلِّ شَخَصٍ مَسْؤلِيَةٌ خَاصةٌ ، ولكِنْ أَنْ نَتَقَمَصَ مَسْؤُلِيَةَ السُّلْطَان وَوَلِيّ الأًَمْرِ وهُوَ أَعْلى سُلْطاناً ، ومَا فَوْقَهُ إِلاّ سُلْطَانُ رَبِّ العَالمِيْنَ ، و ُ رَبِّ العَالمِيْن رَجَّعَهُ وعلَّمَهُ ، وعلَّمنا- نَحْنُ - وأَلْزَمنَّا َأَن نلْتِزِمَ بما بما أَلْزمنا اللهُ– سُبْحَانهُ وتعَالى- به ؛ َفهَذَا- أبداً- مالايَليقُ بكَ على الإِطْلاقُ .