أيسر التفاسير ليس أيسر في الحقيقة, ليس أيسر التفاسير, ولا يسمى تفسيراً ولا يجوز أن يسمى تفسيراً ولا يحل لأحد أن يسميه تفسيراً، بل هو كلام صاحبه ومخرقاته وتخليطاته وجهالاته وطعنه في عقيدة أهل السنة، وأخذ الخزعبلات من أصحاب التفاسير بدون إحالة وبدون توثيق وبدون رد، ويأول الصفات، ووقع في الجبر الذي هو عقيدة القدرية المجبرة، ووقع في التكفير بالمعاصي في مواضع من تفسيره ورسائله، ووقع في أمور خطيرة جداً من ذلك تأويل الصفات، ما يجوز و لا يسوغ بحال أن يتابع هذا الرجل.
وقد رددت على العباد في دفاعه عنه وعن تفسيره ومقارنته بين تفسيره وتفسير الجلالين على ما يؤخذ عليه من التأويل بالصفات على معتقد الأشاعرة، وهذا مع الأسف سنين ويسكت هؤلاء الذين كان السؤال السابق عنهم ويزعمون أنهم يفهمون عقيدة ومنهج أهل السنة.
وهذا الرجل قد خرف وأفسد جميع عقائد أهل السنة، ولا يفسر ولا يأتي ببرهان ولا بحجة إلا الكلام الذي يقوله، وهو في وادٍ وأهل السنة والعلم في وادٍ آخر، وربما حتى إنهم لم يقرأوا هذا التفسير وإن كانوا قرءوه إنما فقط الثقة والدفاع بدون بينة وبدون برهان، وكأن يعني قناعاتهم وشهرة الشخص تكفي، ولا يلتزمون المنهج منهج الحق منهج أهل السنة والجماعة، فلا يجوز أن يقولوا وأن يزكوا إلا بعلم ,وقد سمعت قريباً أن الخضير يقول يصلح للمبتدئين ! مع الأسف, لا يصلح لأحد لأنه باطل وضلال, وقد نصحنا له وبينا مافيه من ضلالات وبيناها أيضا للعباد الذي يدافع عنه وعن تفسيره بدون علم ولا تقوى ولا ورع، ويجادل عنه بالباطل فأبى، فطلبنا منه أن يقبل أن نذكر له النصوص فأبى، ثم طلبنا منه أن نعطيه الصفحات ويراجعها فأبى.
ثم أوصلنا إلى الجزائري مع ولده عبد الرحمن ومع ابنه له ونصحنا له من سنين ثم لما رأينا إصراره كتبنا الإكسير في نقض أيسر التفاسير، ثم جاء المدخلي في الخط وأشغلنا أسأل الله أن يشغله حياً وميتاً، أشغلنا عنه فاشتغلنا بما يقوله من ضلالات وتركنا تكميل الرد وطباعته لكي ينتفع به الناس ويعرفوا ضلال هذا الرجل وخطره فطال عمر ضلاله، وهذه الأيام كثرت الأسئلة عنه، وعزمنا أن نذكر ما عنده من بلايا، وبمناسبة دفاع العباد كتبنا خلاصته في ضلالاته ، ولفساده العقدي والمنهجي ، وردود العلماء عليه من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز إلى الشيخ حمود التويجري إلى الشيخ حماد الأنصاري إلى العلماء لأن عنده أشياء خطيرة لا يمكن التجاوز عنها أبداً، ولكن كيف يسوغ للعباد وهو مسلم عرف دينه وعقيدته ويجب عليه النصح عن مثل قول الجزائري إن الله قد أكرم إسماعيل وأمه هاجر بأن دفنا في الحجر الملاصق للبيت العتيق, المسلمون يطوفون في قبور! قوله الملاصق للبيت العتيق وماهو ملاصق هو من البيت فيرده أن بنيان البيت هذا بعد إسماعيل وأمه بآماد من السنين لايعلمها إلا الله، فلما جاء السيل وأحدث الخلل في البيت وبنته قريش قصرت بهم النفقة كما في صحيح البخاري فاحتجروا هذا الحجر لأنهم لا يريدون أن يجعلوا فيه حراماً ولا رباً ، وبقي هذا المقدار الذي هو الحجر من البيت ، وهو الملاصق للبيت العتيق، ووقع في أمور خطيرة يحتاج إلى ترتيب، وقد رد عليه الشيخ عبد العزيز الرومي في كتابه التبصير بأخطاء أيسر التفاسير، وذكر قرابة مائتي مسألة وأنا اختصرتها في أكثر من سبعين مسألة كلها في هدم الأصول وفي إفساد الإسلام على أهله وعقيدة أهل السنة، وكيف يصح حينئذ أن يقال أنه تفسير ويدافع عنه ؟! وإن شاء الله سترون كتابنا الإكسير إن يسر الله إخراجه، وأيضا ما تكلمناه في الكتاب الذي فيه الرد على صاحب رفقا والحث فيه كفاية إن شاء الله لمن ألقى السمع وهو شهيد لمن يبحث عن الحق، لمن لم يكن متجاهلا الحق وهو يعرفه أو صاحب هوى فالله حسيبه وتقوم عليه الحجة في ذلك ويعرفه الناس وينتشر، ويعرف الناس ما لهذا التفسير من الضلال فينتبهوا لهذا الضلال والأخطاء العلمية وأمور عقدية حتى سمى نوحاً عليه الصلاة والسلام بعبد الغفار! غير اسم نبي من الأنبياء، هذا فساد من المعتقد، وأمور كثيرة مثل ذي القرنين قال عنه الكسندر المقدوني عابد النجوم! وهو موحد أسكنه الله في الأرض وأعطاه الله ما أعطاه من التوحيد والإيمان وقد رد عليه شيخ الإسلام في تصحيح الاستغاثة، ورد عليه كذلك في الجبر عند قوله تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
وأشياء كثيرة ومسائل متعددة نسأل الله العافية والسلامة ! هذا الرجل صحفي في بلاده ثم جاء لم يتعلم على أيدي العلماء فأخذ يكتب على فهمه المريض ما يأخذه من خزعبلات المفسرين غير الثقات غير أهل السنة، أنا أحذر من هذا الكتاب ومن من يدل عليه أو ينصح به لأنه إما جاهل وإما إنسان صاحب هوى وإما إنسان فقط لا ينظر إلى النصوص والى الأدلة وإلى فطرة الحق، وإنما ينظر للأشخاص وتبعيتهم ويغتر بالشهرة وبالأسماء وهذا الكتاب في الحقيقة ليس فيه إلا هذا الاسم أيسر التفاسير خدعة ودس السم في العسل! لما دس فيه من ضلال مبين.
عايض القرني كتب تفسيراً فقط في المترادفات ولم يقع فيه ما وقع الجزائري وقع في أخطاء قليلة مثل قال في آية الحرابة (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ولم يذكر أنها تقطع اليد والرجل من خلاف ويبين كما بين العلماء لجهله، لكن لم يكن له الجرأة العجيبة كما هي عند هذا الشخص مع جهله وما هو عليه من ضلال ما وقع فيما وقع فيه مع أنه وقع في أمور كثيرة في غير التفسير لم يأتِ إلا بالمترادفات، فسر الماء بعد الجهد بالماء! فلعل هذا يكون فيه إشارة ويكفي التحذير من هذا التفسير الخطير وسترون التفصيل إن شاء الله في كتابنا الإكسير في نقد أيسر التفاسير، وفي كتابنا أيضا الذي رددنا فيه على العباد، وقبل ذلك كتابنا حقيقة الانتصار في رد الخطأ في الدين وفي تفسير كلام الجبار..نعم